الامام المهدي والعمامه

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم



الامام المهدي(عليه السلام) والعمامة

ومن الأسلحة التي يحاربون بها الدين والمذهب والعلماء هي العمامة والزي الحوزوي فقد اكتشفوا بأن العمامة سلاح فتاك يستطيعون من خلاله تمزيق صفوف الأمة الإسلامية والمذهب الشيعي بالخصوص وذلك لأنهم يعرفون جيداً ما هو مدى تأثير المعمم في أوساط الناس العوام والمساكين الذين لم يتفقهوا في الدين ولهذا كان الإمام الصادق(عليه السلام) يقول ما مضمونه: (وددت لو أن السياط تقرع على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في دين الله) , هكذا علم أعداء المذهب بأن الإنسان البسيط يقدس المعمم ويسلّم كل أمر دينه ومعتقداته بل حتى أمواله وعقله بيد المعمم بحيث لو أن المعمم يقول له أي كلام فإنه يصدّق وبدون أن يطالبه بأي دليل وهذا للأسف الشديد مناشد الأمراض النفسية التي تؤدي بالمذهب إلى الإنهيار وشق الصفوف وتمزيق الكلمة وطمس الحقيقة وعدم البحث عن الحق مما يؤثر في قضية الظهور ويؤجل ظهور الإمام المعصوم(عليه السلام) ولهذا ولغيره من الأسباب صار لابد من الرجوع بالذاكرة للتمييز والاستفادة من حوادث التاريخ وسيرة أهل البيت(عليهم السلام) .


العمامة الحقيقية والعمامة المزيفة
سنذكر بعض الشواهد التاريخية من حوادث أهل البيت(عليهم السلام) تسجل شيء أو انطباع في ذهن القارئ الذكي ليعرف ويميّز بين العمامة الحقيقية وبين العمامة المزيفة .
إن العمامة موجودة منذ زمن بعيد قبل الإسلام وهذا شيء تعوّده الناس في ذلك الزمن حتى النساء والأطفال كانوا يعصبون رؤوسهم بالعمامة أو ما يشبه العمامة , المهم أهم كانوا يغطون رؤوسهم ولا نريد الدخول في التفصيل والأسباب وكلمنا الآن سيكون في عصر الإسلام , أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يرتدي العمامة , وأبو لهب وأبو سفيان وأمية وأبو جهل كل هؤلاء المشركون (لعنة الله عليهم) كانوا يرتدون العمامة أيضاً فما هو الفرق بين الجميع من هذه الناحية , أكيداً سوف تقول لا وجه للمقارنة بين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وبين هؤلاء المشركين , فأين رسول الله من أولئك الكفرة أو قل فماذا عزلت رسول الله عنهم ؟ سألتك هذا السؤال وافرض بأنني إنسان من الغرب لا اعرف شيئاً عن الإسلام , أكيداً سوف تشرح لي بأن رسول الله جاء بأطروحة عادلة ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويحررهم من عبودية الإنسان ويدل الإنسان على خالقه وجاء بالأدلة والبراهين وبالقرآن الكريم الذي فيه حلول لكل مشاكل الإنسان ومعاناته ثم تقول بأن أبو سفيان وأبو لهب وأبو جهل وغيرهم حاربوا أطروحة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بدون دليل علمي وبدون أخلاق واستغلوا الواجهة الاجتماعية التي كانت لهم في قريش واستغلوا الأموال لمحاربة أطروحة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فهم أصحاب النفوذ والكلمة المسموعة وهم وجهاء قريش ومن عوائل معروفة فأثاروا الإشاعات والأكاذيب والفتن في مجتمع قريش وهيّأوا الجيوش والعدة والعدد لمحاربة الأطروحة الإسلامية وهكذا ستشرح لي مواقف الطرفين وتصف أحوالهم وتتضح بذلك وتتميز العمامة الحقيقية عن العمامة المزيفة وتتضح أحقية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) صاحب العمامة الحقيقية , وإنك بذلك قد قيّمت العمامة على أساس فعل صاحبها لا لأنه فلان ابن فلان فقط ولا لأنه يمتلك صيت أو شهرة ولا لأنه معروف أو غير معروف وليس لأنه صغير أو كبير , لأن هؤلاء الناس كانوا هم كبراء قريش وساداتها وكانوا هم الحكام والوجهاء وأهل الخبرة وأهل الحل والعقد وهم أصحاب المناصب والأموال والنفوذ وكانوا معروفين في مكة وفي شبه الجزيرة العربية أكثر بكثير من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وكانوا هم التجار , بينما كان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يتيم الأبوين مجهول الحال فقير وليس له صيت ومع هذا فأنت تقول بأن عمامته حقيقية وإن هؤلاء القوم عمائمهم مزيفة فإذا لم اقتنع بالكلمات من المرة الأولى فسوف تبقى تستدل وتستدل بمواقف النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وتميّز بين مواقفه الشريفة وبين مواقفهم الرذيلة ومعاداتهم للنبي وللأطروحة العادلة التي جاء بها وهكذا سوف تبقى متمسكاً بقضيتك وبأنك على حق وهذا ما تعتقد به

العفو أخي او أختي