علي حاتم كريم
عدد المساهمات : 62
تاريخ التسجيل : 10/10/2008
 | موضوع: جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام), عظم الله لكم الأجر بذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق (عليه السلام)  الأحد نوفمبر 02, 2008 1:07 pm | |
| إن الحديث عن الامام الصادق (عليه السلام) فوق قدرتنا وطاقتنا ، فنحن لن نستطيع فهمه أو تعريفه ، فالكثير من أبعاد شخصيته (عليه السلام) غائب عن أذهاننا وحتى قدراتنا.
في المدينة المنورة وفي سنة ثمانين للهجرة الشريفة وقيل في سنة ثلاث وثمانين وفي اليوم السابع عشرلشهر ربيع الاول وعلى الرغم من حزن الامام السجاد (عليه السلام) المتواصل على أبيه الامام الحسين (عليه السلام) وشهداء الطف ، إلا أن هناك بشرى زفت للامام السجاد (عليه السلام) بمولد حفيده الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام).
لذلك فإن مما راه الامام الصادق من جده هو بكاءه المستمر وذكراه الدائمة لشهداء كربلاء ، وكثيرا ماكان يشاركه البكاء والذكرى .
كان (عليه السلام) ربع القامة ، أزهر الوجه ، حالك الشعر جعداً أشم الانف ، أنزع ، رقيق البشرة ، على خده خال أسود .ولذلك كانت أنوار قسماته شاهد على أنه من سلالة النبوة ، وطهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرية الرسالة
وقد كانت رؤيته (عليه السلام) تذكر بالاخرة ،واستماع كلامه يزهد في الدنيا ، والاقتداءبه يورث الجنة .
وقد عاش الامام الصادق (عليه السلام) مع جده الامام زين العابدين (عليه السلام) ما يقارب خمسة عشر سنة وهذا يعني أنه وعى بشكل جيد للكثير من السلوكيات التي كان الامام السجاد (عليه السلام) يقوم بها في حياته ؛ من عبادة ونشر للأمور الدينية من تفسير وحديث وشرائع وأحكام ، كما تعرف على عدد غير قليل من أصحاب جده زين العابدين ممن كانوا يترددون عليه أما لاخذ العلم وأما للاستفتاء في أمر من أمور دنياهم ودينهم .
وقيل في سبب تسميته بالصادق (عليه السلام) هو : أن الفترة التي عاشها الامام الصادق (عليه السلام) كانت الناس فيها تتداول الكثير من الاحاديث النبوية الموضوعة والمحرفة وكان هناك من يرويها ، ومن هو عالم بعدم صحتها ، ومن هو غير عالم ، ولكي يُفرق الامام عنهم وعن غيرهم من الكذابين الذين وضعوا الحديث والذين حرفوا بها صار الناس عندما يرون حديثاً يقولون حدثنا جعفر بن محمد الصادق كذا وكذا .
وقد وردت الكثير من الروايات تدل على امامة جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) والسبب في كثرتها : أن الفترة التي كان فيها الامام الصادق (عليه السلام) كانت بين نهاية الحكم الاموي وانحلاله وبداية الحكم العباسي الذي اتسم بالتعامل الحذر مع آل البيت النبوي الاطهار ، ولذلك فقد سنحت الفرصة للامام (عليه السلام) في الحديث والالتقاء مع الناس ومناظرة المخالفين . والتفاف الكثيرين حوله بين أن يكون موالياً لآل البيت النبوي. ولذلك وغيره فقد روى صالح الاسود قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، فإنه لايحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي .
وسبب قوله (عليه السلام) هذا هو معرفته (عليه السلام) بأن الائمة من بعده سوف لايتاح لهم أن يتحدثوا بحرية وأمان ، لأن الحكم العباسي سيشتد ويقوى ويكثر ظلمه وجوره على آل البيت ويتعدى ذلك حتى ينال شيعتهم أيضاً .
وقد أمضى الامام الصادق مع أبيه فترة ليست بالقصيرة حيث كان له من العمر عند وفاة أبيه أربعاً وثلاثين سنة .
وقد كان للإمام الصادق (عليه السلام) من الأولاد عشرة كما وضح ذلك الشيخ المفيد (رحمه الله) وهم :
إسماعيل المعروف بالاعرج الذي كان الامام الصادق يبره ويشفق عليه وكان قوم من الشيعة يظنون أنه الامام بعد أبيه والخليفة له فهو الاكبر سناً ومنه ظهرت الاسماعلية وهم القائلون بإمامته .وقد توفي اسماعيل في حياة أبيه الامام الصادق ولقد أمر الامام الصادق بوضع سريره على الارض قبل دفنه مرارا كثيرة وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه وهو بذلك يريد تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته من بعده وإزالة الشبهة عنهم في حياته .
والابن الثاني عبدالله الذي كان يدعى بالافطح (أي عريض الرجلين) وهذه التسمية جاءت للقائلين بإمامته بعد أبيه ولذلك فإن الذين كانوا يدعون إمامته كانوا يعرفون بالافطحية أو الفطحية .
وأم فروة وهؤلاء أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
وإسحاق الذي كان تقيا فاضلا من أهل العلم والصلاح والورع والاجتهاد وقد روى الناس عنه الحديث ، وكان يقول بإمامة أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) وروى عن أبيه النص بإمامة أخيه موسى .
وموسى ومحمد الذي كان سخياً شجاعاً ، وكانت الشميطية ترى الامامة فيه بعد أبيه الصادق (عليه السلام) .وقد توفي بخراسان .
وهؤلاء كانت أمهم أم ولد وهي المسماة حميدة .
والعباس وأسماء وفاطمة وعلي المعروف بالعريضي نسبة إلى العريض وهو واد في المدينة الذي كان يكنى بأبي الحسين وهو أصغر أولاد الامام الصادق مات أبوه وهو طفل وقد كان عالماً كبيرا روى عن أخيه موسى بن جعفر.
عاش الامام الصادق (عليه السلام) في ظروف اضطهادية شديدة من دولة بني أمية ، ثم من دولة بني العباس ،وهي فترة غنية بالاحداث متنوعة الاتجاهات والافكار والمذاهب حيث شهد ضعف الخلافة الاموية وبداية الدولة العباسية . ولقد كانت فترة إمامته (عليه السلام) بقية ملك هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد بن عبد الملك و يزيد بن الوليد بن يزيد وابراهيم بن الوليد ومروان بن محمد ثم في الحكم العباسي أبو العباس الملقب بالسفاح ثم أخوه أبو جعفر المنصور.
ومن التشديد الذي كان يعيشه الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أن السفاح ومن بعده يحضرونه إلى بغداد ، ويبقونه مدة طويلة ، ويمنعون الناس من الاتصال به مع انه في عاصمتهم .
في مثل هذه الاجواء الاليمة بالظلم كان يعيش الامام (عليه السلام) ، وعندما سنحت له فرصة قصيرة ظهر منه من العلوم ما ملأ الافاق من بحوث التوحيد والتعطيل والتجسيم والتشبيه ، إلى بحوث علم الباري وقدرته وارادته ومشيئته إ الى بحث الذات المقدسة ، والصفات والافعال والاسماء ... إلى ذلك كانت له دروسا كثيرة ومناظرات مع الدهريين .
إلى مباحث العقل والمعاد والنبوة والامامة وتاريخ الانبياء ، ومباحث الاحتجاجات في الامامة الكبرى وتطبيقها ...
إلى البحوث الفقهية من باب الطهارة إلى الديات في كل أبواب العبادات والمعاملات .
ظهر منه في هذه الفترة القصيرة ما ملأ العالم من أعلى العلوم وأبواب العلم ، إلى أعمقها وأغربها في ذلك الزمن كعلم الكيمياء والاكسير .
وهكذا روى عنه أكابر الرواة مثل : محمد بن مسلم الثقفي ، وجابر بن يزيد الجعفي ، وزرارة بن أعين .
وهو سلام الله عليه الذي أسس علم الكيمياء وأطلق أصوله في العالم لذلك هل يكون من العدل أن يعمل تمثال لجابر بن حيان أبو الكيماء تلميذ الامام الصادق (عليه السلام) في جامعات الغربين ويكون له ذكر بهذا الشكل وقبر الامام مهدوم من قبل أيدي أيدي الظالمين .
لقد كان بحق شخصية متميزة في كل أبعاده وفي عصره ، إذ كالن محفل تعظيم وتفخيم واعجاب حتى من أعدائه ومخالفيه .
ينقل مالك بن أنس فقيه المدينة يقول : كان لايخلوجعفر بن محمد الصادق من إحدى الثلاث خصال :إما صائماً أو قائماً أو ذاكراً ، وكان من عظماء العباد ، وأكابر الزهاد الذين يخشون الله عزوجل ، وكان كثير الحديث ، طيب المجالسة ، كثير الفوائد ، فإذا قال : قال رسول الله ،اخضر مرة واصفر أخرى حتى ينكره من يعرفه.
ولايمكن أن يحدث هذا الاخضرار أو الاصفرار وهذا التغير في البدن عند ذكر اسم النبي بدون أن يكون هناك اتصال من صاجبه بالملأ الأعلى بروح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الاحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد يخر من راحلته ، فقلت : قل يا ابن رسول الله فلا بد لك من ان تقول .فقال : يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول : لبيك اللهم لبيك ، وأخشى أن يقول عزوجل لي : لالبيك ولاسعديك .
فما الذي يحدث كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد يخر من راحلته ؛ كل ما نفهمه هنا انه هناك استغراق في عالم الانوار فوق تعقل البشر بل وفوق تصورهم .
وكانت وفاته (عليه السلام) في السنة الثامنة والاربعين بعد المائة من الهجرة النبوية الشريفة والاشهر أنها في شهر شوال في الخامس والعشرين ، وقيل يوم الاثنين في منتصف شهر رجب وقد كان عمره الشريف خمسة وستين سنة وقيل ثمان وستين سنة ، وقبره (عليه السلام) بالمدينة المنورة في بقيع الغرقد مع أبيه الامام محمد بن علي الباقر وجده علي بن الحسين زين العابدين وعمه الامام الحسن الزكي .
وقد أقام مع جده زين العابدين اثني عشر سنة وأياماً . وفي وفاة أبيه الباقر(عليه السلام) كان له من العمر أربع وثلاثين سنة .وقد توفي (عليه السلام) بعد مرور عشر سنوات من ملك المنصور الذي سمه بوضع السم له في العنب الذي بكى على قتله له ليبعد الشك والشبهة عنه كي لايتهم بقتل الامام (عليه السلام) .
السلام على جعفر الصادق يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.
ي خيبر لاوالله يا حيدر يالطبعك أطباع الذهب ... يالمعدنك جوهر كل ما يمر بيك الزمن ... تغلى بعد أكثر طبع الذهب يا أباالحسن من تصهره النار يكثر صفائه ،ويرتفع ،وتزيد الأسعار وأنت ادخلت نار الحرب يا حامي الجار كلما يهيجون اللهب تصمد يا كرار كل شيئ سعر بيه وثمن وأنت الما تتسعر يا أغلى كل معدن ... يا القيمتك أثمن  | |
|
