موضوع: مقام الإمام علي (عليه السلام) الإثنين نوفمبر 03, 2008 5:30 am
" اللهم صل وسلم على سيد الشهداء والمظلومين ، وولي الاوصياء ، وإمام الصديقين ، زين المؤمنين ، ويعسوب الالمسلمين ، أمير المؤمنين ، عدد مافيه الذكر ، صلاة دائمة ، بدوام ملكك وسلطانك "
مظلوم الإنسانية هو شهيد المحراب ، والمهم في ذلك أن تتوجه قلوبنا إلى ظلامته التي لم يجري مثلها في تاريخ البشرية ، ليس هكذا فقط !!! بل لن يوجد .
في هذه الليلة الشريفة وقع حدث عظيم فمن ولد في جوف الكعبة ، استشهد في محراب الصلاة ( من مولدك حتى مقتلك مجموعة الغاز ، بالكعبة نور ينولد هذا اكبر انجاز ) .
سيدي تتابعت الألسن والأقلام في ذكر وعد بل وأحصاء فضائلك لكن كل ما قيل في شخصك وماسيقال نسبته كحجم جناح البعوضة الى جناح النسر ؛ فلماذا كان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فوق الوصف وإعجاز البشر ؟
"كانت في علي سنة من ألف نبي ".أي أن فهم علي (عليه السلام) يتوقف على فهم النبوة ، ولكن ليست أي نبوة ، بل على فهم ألف نبي من الأنبياء الذين من ضمنهم آدم أبو البشر ، وإبراهيم الخليل ، ونوح ، وموسى بن عمران وعيسى بن مريم ، فعلي سلام الله عليه عصارة هؤلاء الالف نبي .فماذا نعني بأنه كانت في علي (سنة ألف نبي ) ؟
السنة هنا تعني أبرز الأعمال والصفات في النبي عليه السلام ،ففي النبي آدم (وعلم الأسماء كلها )أي أنها صفة العلم ، والصبر والتقوى في نوح ، والخلة في إبراهيم ، والمناجاة في موسى بن عمران ، والاعراض عن عالم الطبيعة والمادة والاستغراق في العبادة والسياحة في عيسى بن مريم .
وعلى هذا كله كيف ستكون الشخصية التي تجتمع فيها سنن هؤلاء الانبياء ؟ واي مقام سيكون لها ؟!
ويكفينا في هذا المقام مارواه ابو ذر الغفاري بقوله : بينما انا ذات يوم من الايام بين يدي رسول الله(ص) ،اذ قام وركع وسجد شكرا لله تعالى ...،
ونحن نعرف ان القيام والركوع والسجود أعلى أوضاع العبادة لله تعالى ،ثم قال : ياجندب من أراد أن ينظر الى آدم في علمه ، والى نوح في فهمه ، والى إبراهيم في خلته ، والى موسى في مناجاته ، وإلى عيسى في سياحته ، وإلى أيوب في صبره وبلائه ،فلينظر إلى هذا الرجل المقبل "
إلى أن قال : الذي هو كالشمس والقمر الساري ، والكوكب الدري . أشجع الناس قلبا ، وأسخى الناس كفا ، فعلى مبغضه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ".
وهذ الحديث من الاعجاز النبوي ؛ فالله تعالى هو الذي اخبر النبي بهذه الصفات ، واخبره بان صاحبها آت في الطريق وأمره بأن يخبر المسلمين بمقامه العظيم ، ولماذا كل هذا ؟ ليتشرفوا به ، وينتظروه ، ويفكروا في أنفسهم من ترى سيكون هذا الشخص الرباني الذي يمدحه الله تعالى ورسوله بهذا المديح العظيم ؟
ومضافاً إلى تلك الصفات العظيمة الفريدة نجد الرسول يقول عنه أيضا :"الذي هو كالشمس والقمر الساري ، والكوكب الدري ، وكلنا يعرف ان منظومات الكون ثلاثة انواع : الشموس المضيئة بنفسها ، والأقمار المنيرة بغيرها ، والنجوم ، ورسول الله قد وصف الامام علي بها ثلاثتها .
إلى أن قال رسول الله تعالى عنه :" أشجع الناس قلبا وأسخى الناس كفا ، فعلى مبغضه لعنة الله تعالى والملائكة والناس أجمعين .
روى أحمد بن حنبل عن النبي (ص) أنه قال :" خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد ، قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشرة ألف عام ، فلم يزل في شيئ واحد ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه ، فلما خلق الله تعالى آدم أسكن ذلك النور في صلبه ، إلى أن افترقنا في صلب عبد المطلب فجزء في صلب عبدالله ، وجزء في صلب أبي طالب ".
ولنتفكر في هذه الرواية فالاربعة عشر الف سنة في هذالحديث ليست من سنيننا التي تبدأ بمحرم وتنتهي بذي الحجة ، بل هي سنين ربانية أكبر مما نفكر ، كما تحمل هذه الرواية أيضا معنى قوله تعالى :" وأنفسنا وأنفسكم " فالنبي والامام علي وجود واحد وبدء واحد ولكنه انقسم بعد عبد المطلب ولهذا سر عظيم ، ليعود ويتحد من جديد من بعد رسول الله في علي وفاطمة في الحسن والحسين والائمة المعصومين .
وهذا معنى قول النبي : علي شمس وقمر وكوكب
يقول الامام علي (عليه السلام ) :" لقد ظلمت عدد المدر والمطر والوبر "، فلم يوجد في العالم ولن يوجد من هو أكثر ظلامة من أبي الحسن علي (عليه السلام) ذلك الذي وصفه الائمة المعصومون بأنه أول المظلومين ..
والامام علي (عليه السلام) شمس مشرقة ، يستفيد منها قلب كل انسان بقدر ظرفه وسعته ، وكل ما كتبه المؤلفون عنه بدون استثناء أنما هو تعريف للشعاع الذي استفاده المؤلف من شمسه ، أما نفس الشمس فلم يصل اليها أحد ، ولن يصل الا من كان في مرتبته ، أو أعلى منه !
نقرأ في زيارة الامام الهادي (عليه السلام) :" صلوات الله عليك غادية ورائحة ، وعاكفة وذاهبة ، فما يحيط المادحون وصفك ، ولا يحبط الطاعن فضلك ، أنت أحسن الخلق عبادة ، وأخلصهم زهادة ، وأذبهم عن الدين ، أقمت حدود الله بجهدك ، وفللت عساكر المارقين بسيفك ، تخمد لهب الحروب ببنانك ، وتهتك ستور الشبه ببيانك ، وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق ، لاتأخذك في الله لومة لائم ".
( فما يحيط المادح وصفك ) ! فما هو ذلك الموجود الذي لايستطيع مادح من دائرة الخلق على الاطلاق كائنا من كان أن يحيط بوصفه !
وما هو وصف علي (عليه السلام) ماقدره كما ، وما حده كيفا؟ ما قدره كما ؟ وما حده كيفا ؟ بحيث انه لايستطيع أحد بدون استثناء ان يحيط به ويستوعبه ؟؟
فكيف استدل الامام الكاظم (عليه السلام) على ذلك ؟
1 ـ أنت أحسن الخلق عبادة ! فهذا المقام الاعلى والاسمى من العبادة ،والثمرة العليا لشجرة الوجود لم يبلغه ملك من الملائكة ، ولابشر بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أمير المؤمنين (عليه السلام) فما هي هذه العبادة التي صار بها أحسن الخلق عبادة ؟
هذا يتضح من قوله (عليه السلام) :" إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك ، ولاطمعا في ثوابك ، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك ".
أن عليا (عليه السلام) عابد لربه من أول يوم جاء إلى الدنيا في بيت ربه ، الى اليوم الذي قال في بيت ربه : فزت ورب الكعبة ! فلقد راى الجنة ولم يسمع بها ، ورأى جهنم ولم يسمع بها ، هذه الجنة التي فوق وصفنا شطب عليها أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال لربه : الهي منذ عبدتك ما عبدتك شوقا الى ثوابك وجنتك على عظمتها ، ولامن أجل نعيمها وخلودها واشجارها وثمارها ، ولاحورها وقصورها !
وجهنم أيضا ، وأي جهنم ؟ تلك التي رآها علي (عليه السلام) وكان يتعوذ منها ، لكن مع كل هذا لم يكن الدافع له (عليه السلام) لعبادة ربه ؟
فأي قدرة عند هذا الشخص الذي يقول لربه أنا أحب ثوابك والنعيم ، أنا أخاف من عقابك وأعلم أنه شديد ، وقد رأيته ، لكني لا أعبدك خوفا منه ؟
فأي بشر هو هذا المخلوق ؟ بل أي جوهر لم يعرف العالم قدره ؟!!
لقد وصلت روحه السامية الى حيث يقول :" لكني وجدتك " ، فأي فم من الوجود يجرؤ أن يقول لذات الحق (وجدتك )
ولهذ فاننا نرى أن أحسن الخلق عبادة هو من أصبح مصداقا للحديث القدسي " عبدي أطعني أجعلك مثلي أقول للشيئ كن فيكون ، وتقول للشيئ كن فيكون " وصار المثل الاعلى " ولله المثل الاعلى وهو العزيز الحكيم " .
فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
-------------------- ماتنسي خيبر لاوالله يا حيدر يالطبعك أطباع الذهب ... يالمعدنك جوهر كل ما يمر بيك الزمن ... تغلى بعد أكثر طبع الذهب يا أباالحسن من تصهره النار يكثر صفائه ،ويرتفع ،وتزيد الأسعار وأنت ادخلت نار الحرب يا حامي الجار كلما يهيجون اللهب تصمد يا كرار كل شيئ سعر بيه وثمن وأنت الما تتسعر يا أغلى كل معدن ... يا القيمتك أثمن
علي حاتم كريم
عدد المساهمات : 62 تاريخ التسجيل : 10/10/2008
موضوع: رد: مقام الإمام علي (عليه السلام) الإثنين نوفمبر 03, 2008 5:38 am
ماتنسي خيبر لاوالله يا حيدر يالطبعك أطباع الذهب ... يالمعدنك جوهر كل ما يمر بيك الزمن ... تغلى بعد أكثر طبع الذهب يا أباالحسن من تصهره النار يكثر صفائه ،ويرتفع ،وتزيد الأسعار وأنت ادخلت نار الحرب يا حامي الجار كلما يهيجون اللهب تصمد يا كرار كل شيئ سعر بيه وثمن وأنت الما تتسعر يا أغلى كل معدن ... يا القيمتك أثمن