((ولادة المضطر ))
ام من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء
سئل الامام الباقر (ع) عن المضطر في قوله تعالى : (( ام من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء )) قال عليه السلام والله لهو المضطر قاصدا الامام الغائب صلوات الله عليه
من غير الممكن ان نصل الى حقيقة الدوافع التي تجعل الامام المهدي عليه السلام مضطرا وعدم الامكان هذا يعود الى اسباب عديدة منها الجهل بروح
الامام العليا ونفسه الطاهرة المقدسة وهذا الجهل يحجب عنا حقيقة دوافع الاضطرار في نفس المعصوم والذي لا يمكن ان يقاس او يقارن باضطرارنا باي حال
من الاحوال بيد ان الجهل بحقائق الاضطرار في نفس الامام المهدي صلوات الله عليه لا يوقف حرية التفكر وروح البحث ولا يعيق الخيال عن التحليق في مسالك
الاوهام وغوامر الاسرار.. ومما ولج الخيال اليه خارجا عن قيود العقل والبرهان وغارقا في بحور التامل ومسافرا في اضطرار الامام في يوم مولده وان كان
الاضطرار من خصائص الامام الهمام على مر العصور والاعوام ، فالاضطرار في عرف الانام يسلب النفس راحة الجنان ويتركها تحت سماء البلاء والاحزان فتكون
الغصة رفيقا للمضطر والجزع دائه والصبر دوائه ، هذا ما نفهمه عن حقيقة الاضطرار باختصار وان كان له لون اخر فلا يعد وان يكون في هيئة البيان .
اقول يا مولاي يا صاحب العصر والزمان اذا كان اضطرارنا نحن البعيدون عن عرصات القرب والقربان يسلبنا كل امل في العيش والحياة اذا وقع لساعات ضاقت
بنا الافاق والامصار فكيف بك يا مولاي وانت المطر كل هذه العصور باعوامها وايامها والساعات وكيف بك وانت ترتقب الفرج الذي طال مجيئه فيكون الترقب
والانتظار فضلا عن الاضطرار عنوانا لغيبتك ومقضا لمضاجع المخلصين والصادقين فيكون اضطرارك اضطرارهم وفرجك فرجهم وترقبك ترقبهم ،
نعم ذكرى ولادة الامام بداية لعصر الظهور وبشارة لتحقيق الوعد الالهي وموعدا مع دولة الموحدين والصادقين وانذار لكل طواغيت الدنيا واملا لكل
المستضعفين ودليلا لنجاح التجرية الالهية في هذه الارض وانطلاقة لعودة الارض الموحدة الى خالقها وبارئها تعالى شانه لكنه مع كل هذه المواعيد
المقدسة العظيمة يوم اخر من الاضطرار والترقب والانتظار ويوم اخر من الظلم الذي ملئ اقصى الدنيا الى اقصاها ويوم اخر تبكي فيه اليتامى والارامل
والثكالى والمساكين ويوم اخر تهتك فيه حرمة النفوس والاعراض والمقدسات ويوم اخر تغتصب فية مساجد اللة..ويوم اخر تزيد فيه القبائح والاثام والاحقاد
والضغائن والافات ويوم اخر يطئ الاستكبار والمستكبرين كل حقوق الانسان بدعاوى ما انزل الله بها من سلطان ويوم اخر من الغيبة ومن الغربة ومن الانتظار ومن الاضطرار ....