admin Admin
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
| موضوع: مقتطفات من كتاب بحار الانوار السبت أبريل 25, 2009 11:00 am | |
| الاربعة عشر معصوم (عليهم السلام) اربعة عشر بحرا من نور
1-تبسم النبي (ص)
ذات يوم رفع رسول الله(ص) رأسه الى السماء فتبسم، فقيل له:
ـــ يارسول الله رأيناك رفعت رأسك الى السماء فتبسمت: فمم ذلك؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم:
ـــ نعم عجبت لملكين هبطا من السماء الى الارض يلتمسان عبداً مؤمناً صالحاً في مصلى كان يصلي فيه ليكتبا له عمله في يومه وليلته، فلم يجداه في مصلاه فعرجا الى السماء، فقالا ربنا عبدك فلان المؤمن التمسناه في مصلاه لنكتب عمله ليومه وليلته فلم نصبه فوجدناه في حبالك.
فقال الله عز وجل:
ـــ اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في صحته من الخير في يومه وليلته ما دام في حبالي، فان عليّ ان اكتب له اجر ما كان يعمله اذا حبسته عنه([1]).
2-مراعاة حق التقدم
عطش الامام الحسن عليه السلام فالتمس ماءاً فاتاه رسول الله(ص) بقدح من لبن، فجعل الحسين عليه السلام يثب عليه ورسول الله (ص)يمنعه.
فقالت فاطمة عليها السلام حين رأت ذلك منه:
ـــ كأنه احبهما إليك يارسول الله؟
قال (ص):
ـــ ليس الامر كذلك ، ولكنه استسقى قبله ولابد من مراعاة حق التقدم([2]).
3-بكاء النبي (ص) !
كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيت ام سلمة. فنهض من فراشه عند السحر يناجي ربه، رافعاً يديه يبكي.
ففقدته ام سلمه من الفراش فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت اليه وهو في جانب من البيت قائم رافع يديه ويقول:
اللهم لاتنزع مني صالح ما اعطيتني ابداً،
اللهم لا تشمت بي عدواً ولا حاسداً،
اللهم لا تردني في سوء استنقذتني منه ابداً،
اللهم ولا تكلني الى نفسي طرفة عين ابداً.
فانصرفت ام سلمة باكية. فسمعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألها عما يبكيها فقالت:
ـــ يارسول الله ! ولم لا أبكي وانت بالمكان الذي انت فيه من الله وتسأله ان لا يشمت بك عدوأً وان لا يردك في سوء استنقذك منه ابداً وان لا يكلك الى نفسك طرفة عين ابدأ.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
ـــ كيف لا أخاف ولا ابكي واخشى عاقبتي يا أم سلمة وقد اوكل الله يونس(ع)([3]) الى نفسه طرفة عين فكان منه ما كان([4]).
4-الاحتجاب من الأعمى
قالت أم سلمة:
كنت عند رسول الله (ص)وكانت عنده ميمونة ـــ أحد ازواج النبي ـــ فدخل ابن ام مكتوم على رسول الله (ص) وكان أعمى؛ فالتفت الينا رسول الله وقال:
ـــ احتجبا امام ابن أم مكتوم.
فقلت: اليس هو أعمى يارسول الله؟ فما يعني الخمار والإحتجاب منه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ـــ افعمياوان أنتما ؟ الستما تبصرانه ؟ .
وعليه فلا بد للنساء من غض بصرهن امام الاجنبي ايضا وإن كان اعمى([5]).
5-سوء الخلق وضغطة القبر
أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن سعد بن معاذ قد مات، فقام النبي (ص) وقام اصحابه معه فأمر (ص) بغسل سعد ـــ وكان يشرف على ذلك بنفسه ـــ وما أن انتهوا من تغسيله وتكفينه حتى وضعوه في التابوت بغية دفنه؛ فتبعهم رسول الله (ص) بلا حذاء ولا رداء ثم يأخذ يمنة التابوت مرة ويسرته اخرى حتى انتهى به الى القبر، فنزل رسول الله (ص) حتى لحده وجعل يأمرهم قائلاً:
ـــ ناولوني حجراً، ناولوني تراباً.
ثم سوى (ص) قبره بيده الشريفة، فلما فرغ وحثا التراب عليه وسوى قبره قال (ص):
ـــ اني لأعلم ان هذا القبر سيبلى ويصل البلى اليه. لكن الله يحب عبدا اذا عمل عملاً احكمه.
وبينما هم كذلك قالت أم سعد وهي واقفة بجانب القبر:
ـــ ياسعد هنيئاً لك الجنة.
فقال رسول الله (ص):
ـــ يا أم سعد مه لا تجزمي على ربك فان سعدا قد اصابته ضمة.
ثم رجع رسول الله (ص) ورجع الناس، فقالوا له:
ـــ يارسول الله! لقد رأيناك صنعت مع سعد ما لم تصنعه لأحد؛ انك تبعت جنازته بلا رداء ولاحذاء.
فقال (ص):
ـــ ان الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء فتأسيت بها.
قالوا: كنت تأخذ يمنة التابوت مرة ويسرته اخرى!
قال (ص):
ـــ لقد كانت يدي بيد جبرئيل فكنت آخذ ما تأخذه يده.
قالوا يارسول الله: لقد صليت على جنازته ولحدته في قبره وسويته بيدك وتقول لقد ضغط في قبره.
فقال (ص):
ـــ نعم لقد كان لسعد شيء من سوء الخلق مع أهل بيته([6]).
6-الدراهم الاثنا عشر المباركة
جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرآه يرتدي ثوباً بالياً فسلمه اثنى عشر درهماً وقال:
ـــ يارسول الله ! اشتر لك ثوباً بهذه النقود.
فقال رسول الله (ص) لعلي (ع):
ـــ خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوباً.
قال علي (ع):
فاخذت الدراهم وجئت الى السوق فاشتريت له قميصاً باثنى عشر درهماً وجئت به الى رسول الله (ص) فنظر اليه رسول الله(ص) فقال: لا ارغب بهذا القميص اريد ارخص منه، اترى صاحبه يقيلنا؟ قال الامام علي (ع) فذهبت بالقميص الى البائع، وابلغته بما أمرني به النبي (ص) فقبل مني ورد الي الدراهم. ثم رجعت بها الى النبي (ص) فمشى معي الى السوق ليبتاع قميصاً ، فرأى (ص) جارية على قارعة الطريق تبكي ، فاقترب منها (ص) وقال لها:
ـــ مم بكاؤك؟
قالت الجارية: يا رسول الله إن أهل بيت اعطوني اربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت، فلا اجرأ ان ارجع اليهم.
فأعطاها النبي (ص) اربعة دراهم وقال:
ـــ اشتري ما تبغين وارجعي الي بيتك .
ثم مضى (ص) الى السوق فاشترى قميصاً باربعة دراهم ولبسه وحمد الله وحين رجع من السوق رأى عرياناً؛ فخلع (ص) قميصه الذي اشتراه وكساه السائل . ثم ذهب ثانية الى السوق فاشترى بالاربعة دراهم التي بقيت قميصاً آخر فلبسه ورجع االى البيت واذا به يرى تلك الجارية على قارعة الطريق ايضاً وقد بدت عليها الحيرة والاضطراب . فقال لها:
ـــ لم لم ترجعي الى بيتك؟
قالت: يارسول الله (ص) لقد ابطأت عليهم واخاف ان يضربوني.
فقال (ص): فلنذهب معاً ودليني على اهلك فسأكون شفيعك اليهم في العفو عنك.
فانطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت:
ـــ هذا هو البيت يارسول الله.
فنادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خلف الباب قائلاً:
ـــ السلام عليكم يا أهل الدار.
فلم يجيبوه، فاعاد صلى الله عليه وآله وسلم السلام فلم يجيبوه، ثم سلم أخرى، فقالوا:
ـــ وعليك السلام يارسول الله ورحمة الله وبركاته.
فقال (ص): ما لكم تركتم اجابتي في أول السلام؟ الم تسمعوا صوتي؟
قالوا: نعم فقد سمعناك وعرفناك.
قال (ص): فلم لم تجيبوا؟
قالوا: احببنا أن نستكثر منه.
قال (ص): لقد ابطأت هذه الجارية عليكم ارجو الا تؤاخذوها.
قالوا: يا رسول الله (ص) فهي حرة لمجيئك.
فقال (ص): الحمد لله، يا لها من أثنى عشر درهماً مباركة كسا الله بها عريانين واعتق بها جارية([7]).
7- وصايا النبي (ص)
دخل شخص على رسول الله (ص) فقال له: عظني.
فقال له (ص):
اوصيك بتقوى الله والا تشرك به شيئاً وان عذبت واحرقت بالنار،
بر والديك حيين كانا أم ميتين، وإن امراك فاطعهما فان ذلك علامة الايمان،
وتصدق على أخيك المؤمن مما فضل عندك،
الق أخاك بوجه طلق،
ولا تحقرن احدأً من الناس وارأف بهم!
واذا لقيت احداً من المسلمين فابدأه بالسلام ادع الناس للإسلام وعبادة الله وتوحيده،
واعلم ان لقضائك حوائج الآخرين ثواب عتق رقبة، رقبة من اولاد يعقوب(ع).
واعلم ان الخمرة والمسكرات حرام([8]).
8-البكاء على اليتامى
لقد استشهد الكثير من جند الاسلام في معركة احد، وكان من بينهم حمزة (ع) عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى شاع حينها ان رسول الله (ص) قد استشهد. فانطلقت نساء المدينة نحو احد وفيهن بنت النبي (ص) فاطمة الزهراء (ع) ثم رجعن الىالمدينة بعد ان تأكدن من سلامته ثم رجع رسول الله (ص) فبلغ مقربة من المدينة، فاستقبلته النساء ثانية يولولن ويبكين. فالتفت رسول الله (ص) الى النساء وكانت بينهن زينب بنت جحش فقال لها:
ـــ اصبري واحتسبي.
قالت: من يا رسول الله؟
قال: شهادة اخيك عبد الله.
قالت: هنيئاً له الشهادة.
قال (ص): احتسبي.
قالت: من؟
قال: خالك حمزة (ع)؟
قالت: إنا لله وإنا اليه راجعون، هنيئاً له الشهادة.
فاطرق (ص) هنيئة وقال لها: اصبري.
قالت: من؟
قال (ص): زوجك مصعب بن عمير.
فانفجرت بالبكاء وارتفع انينها. فلما سُئلت عن بكائها على زوجها، قالت:
ـــ ان بكائي ليس عليه. فقد فاز بالشهادة في ركاب رسول الله(ص) غير ان بكائي على يتاماه. فما عساني اجيبهم ان التمسوا اباهم([9]) .
9-مداراة الاخوان
بينما كان رسول الله (ص) جالساً بين اصحابه اذ ابتسم حتى بدت نواجذه! فسألوه عن ذلك فقال (ص):
ـــ يؤتي بشخصين من امتي يوم القيامة، فيقول احدهم:
الهي، خذ لي بحقي منه!
فيقول سبحانه وتعالى: اعط حق اخيك!
فيقول: الهي لم يبق لي شيئاً من اعمالي الصالحة ، وليس لدي شيء من متاع الدنيا.
آنذاك يقول صاحب الحق : الهي! فاحمل عليه من سيئاتي !
وهنا دمعت عينا رسول الله (ص) ثم قال:
ـــ ذلك يوم يحتاج فيه الناس من يحمل سيئاتهم.
فيقول الله لذلك الشخص الذي يطلب حقه:
ارجع بصرك وانظر الى الجنة، فماذا ترى فيرفع رأسه، فيرى عجباً ـــ مما لا يوصف من الاء الله ونعمته ـــ
فيقول: لمن هذه؟
يقول عز وجل: لمن يعطيني ثمنها.
فيقول: ومن له بثمنها؟
يقول سبحانه: انت.
فيسأل: كيف ذاك ؟
فيقول سبحانه: بعفوك عن أخيك.
فيقول : اللهم لقد عفوت عنه.
فيقول تعالى: فخذ بيد أخيك وادخلا الجنة!
ثم قال (ص) فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم([10]).
10-الاجتهاد والغنى
دخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليسأله شيئا، فسمع النبي يقول:
من سألنا اعطيناه ومن استغنى اغناه الله.
فانصرف الرجل دون أن يسأل حاجته رسول الله (ص). ثم جاء ثانية للنبي (ص) وانصرف ايضا وفي اليوم الثالث استأجر فأسا فذهب اعلى الجبل وجمع بها حزمة من الحطب ثم باعها بنصف صاع من الشعير (تقريبا كيلو ونصف) وأكلها مع عياله، ثم استمر في عمله حتى اشترى طبرا ثم اشترى عبدا وجملين فاصبح ذا مكنة.
فجاء الى النبي صلى الله عليه وآله وأخبره القضية فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
ـــ ألم أقل من سألنا اعطيناه ومن استغنى اغناه الله([11])
11-علي عليه السلام والعدالة
ان احدى خصائص الامام علي عليه السلام تكمن في التسوية بين الناس في العطاء من بيت مال المسلمين ولم يكن يفضل احد على آخر، وهذا ما دفع بالبعض من اصحابه للالتحاق بمعاوية. فاقترح عليه بعض اصحابه استهوائهم بالاموال والاجزال لهم في العطاء، فغضب عليه السلام وقال:
اتأمرونني ان اطلب النصر بالجور لا والله لا افعل ما طلعت شمس ولاح في السماء نجم؛ والله لو كان المال لي لساويت بينهم، وكيف وانما هي اموالهم.
ثم قال (ع):
ان اعطاء المال في غير حقه تبذير واسراف وهو ان كان ذاكراً لصاحبه في الدنيا فهو تضييعة عند الله، ولم يضع رجل ماله في غير حقه وعند غير اهله الا حرمه الله شكرهم، وليس له بذلك الا محمدة اللئام وثنائهم فان زلت به النعل فاحتاج الى معونتهم او مكافأتهم فهم شر خليل وألأم خدين([12]).
12-وقائع الوادي اليابس
قال ابو بصير: سألت الامام الصادق (ع) عن سورة والعاديات.
فقال (ع): لقد نزلت هذه السورة في واقعة الوادي اليابس.
فسألته قائلاً: وما كان حالهم وقصتهم؟
فقال (ع): ان اهل الوادي اليابس اجتمعوا اثنى عشر الف فارساً، وتعاقدوا وتواثقوا ان لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل احدٌ احداً ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم ويقتلوا محمد(ص) وعلياً (ع) فنزل جبرئيل على محمد (ص) فأخبره بقصتهم.
فبعث (ص) لهم باديء ذي بدء ابا بكر في اربعة آلاف فارس، فعاد دون ان يحقق شيئا وكذلك بعث عمرا فكان كأبي بكر فبعث (ص) اخيراً بعلي (ع) في اربعة آلاف فارس من المهاجرين والانصار فسمع اهل الوادي اليابس بمقدم علي (ع) وجيوش المسلمين. فخرج اليهم العدو بمئتي رجل شاكين السلاح، فبرز اليهم علي (ع) في نفر من اصحابه فقالوا :
ـــ من أنتم؟ ومن اين اقبلتم؟ وماذا انتم فاعلون؟
فقال (ع):
ـــ انا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله (ص) واخوه ورسوله، ادعوكم الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. فان قبلتم لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم من خير وشر.
قالوا: قد سمعنا مقالتك، فاستعد للقتال، واعلم اننا اياك اردنا وانت طلبتنا وانا قاتليك واصحابك، وموعدنا الصبح.
فقال (ع): ويحكم! تهددوني بكثرتكم؟ فانا استعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
فانصرفوا الى مواضعهم وانصرف علي (ع) وصحبه الى مراكزهم، واستعدا للقتال، فلما جن الليل امر اصحابه ان يحسنوا الى دوابهم ويقضموا ويسرجوا. فلما انشق عمود الصبح صلى (ع) بالناس ثم غار عليهم. ولم يعلموا بهجوم المسلمين حتى وطئهم الخيل فما ادرك آخر اصحابه حتى قتل جل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح اموالهم.
ونزل جبرئيل فاخبر رسول الله (ص) بما فتح الله على علي وجنود الاسلام. فصعد (ص) المنبر، فحمد الله واثنى عليه، واخبر المسلمين بالنصر واعلمهم انه لم يصب منهم الا رجلان.
ثم خرج النبي (ص) ومعه المسلمون من المدينة ليستقبل علياً، حتى لقيه على اميال من المدينة. فلما رآه علي (ع) مقبلا نزل من دابته ونزل النبي (ص) وقبل ما بين عينيه، فنزل المسلمون الى على عليه السلام ، الذي اقبل بالغنائم والأسارى والاموال التي حصلوا عليها من أهل الوادي اليابس. فانزل الله على رسوله ]والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا * فأثرن به نقعا * فوسطن به جمعا[ .. فسالت دموع الفرح بين عيني رسول الله (ص) فقال لعلي (ع):
لولا اني اشفق ان تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملأ من الناس ألا اخذوا التراب من تحت قدميك([13]).
| |
|
admin Admin
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
| موضوع: رد: مقتطفات من كتاب بحار الانوار السبت أبريل 25, 2009 11:03 am | |
|
13-الفتى المتمرد
خرج الامام علي (ع) ذات يوم شديد الحرارة فرآه سعد بن قيس فسأله قائلاً:
ـــ يا أمير المؤمنين! مالذي اخرجك من البيت بهذه الساعة؟
قال عليه السلام:
ــ لأعين مظلوماً او اغيث ملهوفاً.
فبينما هو كذلك اذ أتته امرأة مضطربة قلقة، وقالت:
ـــ يا أمير المؤمنين ظلمني زوجي وحلف ليضربني.
فطأطأ رأسه (ع) ثم رفعه وهو يقول:
ـــ لا والله! حتى يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع.
ثم سألها (ع): اين منزلك؟
فدلته عليه. فانطلق معها حتى انتهت الى المنزل فوقف (ع) امام المنزل وسلم وخرج له شاب عليه إزار ملوّن، فقال له (ع):
ـــ إتق الله فقد اخفت زوجتك واخرجتها من البيت.
فرد الشاب بكل وقاحة:
ـــ وما أنت وذاك، والله لأحرقنها بالنار لكلامك.
فغضب عليه السلام وسل سيفه وقال له:
ـــ آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر، فتنكر علي؟ تب وإلا قتلتك..
فاقبل بعض الناس حتى بلغوا عليا عليه السلام فسلموا عليه بإمرة المؤمنين وناشدوه العفو عنه. وهنا التفت ذلك الشاب الذي لم يكن يعرفه آنذاك فطأطأ رأسه خجلا ثم قال:
ـــ اعف عني يا أمير المؤمنين، والله لأكونن لها ارضا تطؤني.
فعفا عنه عليه السلام وأمرها بالدخول الى منزلها واوصاها بزوجها خيرا([14]).
14-علي عليه السلام وبيت المال
قال زاذان انطلقت مع قنبر غلام الامام علي عليه السلام فقال له قنبر:
ـــ يا أمير المؤمنين لقد خبّأت لك خبيئا؟
قال عليه السلام:
ــ وما هو ويحك؟
قال: غرارة مملوءة بالذهب والفضة فقد رأيتك لا تترك شيئا من غنائم وأموال بيت المال الا قسمته، فادخرت لك هذا من بيت المال.
فسل عليه السلام سيفه وقال لقنبر:
ـــ ويحك يا قنبر؟ لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا عظيمة؟
ثم ضربها ضربات كثيرة فجعلها قطعا ودعا بالناس لتقسم عليهم بصورة عادلة([15]) .
15-علي عليه السلام واليتامى
نظر علي عليه السلام الى امرأة على كتفها قربة ماء، فاخذ منها القربة وحملها الي موضعها وسألها عن حالها فقالت:
ـــ بعث عليّ زوجي الى بعض الثغور، فقتل وترك عليّ صبياناً يتامى وليس عندي شيء فقد الجأتني الضرورة الى خدمة الناس.
فانصرف الامام (ع) وبات ليلته قلقاً، فلما اصبح حمل زنبيلاً فيه طعام فقال بعضهم: اعطني احمله عنك.
فقال عليه السلام: من يحمل وزري عني يوم القيامة.
فأتى وقرع الباب.
فقالت: من هذا؟
قال: انا ذلك العبد الذي حمل معك القربة فافتحي الباب فان معي شيئاً للصبيان.
فقالت: رضى الله عنك، وحكم بيني وبين علي بن ابي طالب.
فدخل وقال: اني احببت اكتساب الثواب فاختاري بين ان تعجنين وتخبزين وبين ان تعللين الصبيان.
فقالت: انا بالخبز ابصر وعليه اقدر، ولكن شأنك والصبيان فعللهم حتى افرغ من الخبز
قال فعمدت الى الدقيق فعجنته، وعمد علي عليه السلام الى اللحم فطبخه وجعل يلقم الصبيان من اللحم والتمر، فكان كلما ناول الصبيان من ذلك شيئاً قال له:
ـــ يا بني اجعل علي بن أبي طالب عليه السلام في حل مما امر في امرك.
فلما اختمر العجين، اسجر علي عليه السلام التنور وكان يقرب وجهه لتلقحه النار ويقول:
ـــ ذق يا علي طعم النار فهذا جزاء من ضيع اليتامى والارامل.
واذا بأمرأة قد دخلت ذلك المنزل وكانت تعرف علياً عليه السلام فلما رأته بادرت مسرعة لصاحبة الدار ثم قالت لها :
ـــ ويحك! هذا امام المسلمين وامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
فقصدته مذهولة وهي تقول:
ـــ وا حيائي منك يا أمير المؤمنين! اعف عني!
قال عليه السلام:
ـــ بل وا حيائي منك يا أمة الله، فيما قصرت في أمرك وأمر يتاماك([16]).
16-على بن ابي طالب (ع)على لسان عمر
قال ابو وائل كنت مع عمر اذ التفت خلفه ينظر خائفاً.
قلت: مم خوفك؟
قال: ويحك اما ترى القثم بن القثم، الكريم، مجندل الشجعان، الضارب على هامة من ظلم وطغى؟
قلت: هذا علي بن ابي طالب.
قال: انك لا تعرفه حق معرفته! فتعال احدثك عن شجاعته.
قال فاقتربت منه، فاذا هو يقول:
ـــ بايعنا رسول الله (ص) يوم احد ان من فرّ منا فهو ضال ومن قتل فهو شهيد والرسول يضمن لـه الجنة. فلما شبت لظى الحرب هجم علينا العدو بمئة فارس وبأمرة كل فارس مئة مقاتل فهزمونا وهذا كان يحاربهم وحيدا. فرأيته كالأسد قد قطع علينا الطريق فرمانا بقبضة من الرمل، فما كان منا الا واصابت عينه رملة وهو يرعد غاضبا:
ـــ شاهت الوجوه، اين تفرون؟ اتريدون الى النار؟
فلم نعد الى الميدان. فحمل علينا ثانية والدم يقطر من سيفه وهو يقول:
ـــ لقد عاهدتم فنقضتم العهد، فو الله لأنتم اولى بالقتل من الكفار.
فنظرت عينيه كأنها السراج المنير، فايقنت انه سيحمل علينا فيقتلنا جميعاً فبادرته قائلا:
ـــ الله، الله يا أبا الحسن فعادة العرب الكر والفر في الحرب.
فاشاح بوجهه عني وما زالت هيبته الى اليوم في قلبي ولن انساها ابداً([17]).
17-جهاز الزهراء حين اراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان يزوج عليا (ع) من الزهراء (ع) قال:
ـــ يا علي قم فبع الدرع.
فباعه علي (ع) وجاء بثمنه الى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فأمر (ص) بعض الصحابة بشراء بعض الأثاث . فكان ما اشتراه عبارة عن:
قميص بسبعة دراهم
خمار باربعة دراهم
قطيفة سوداء خيبرية
سرير مزمل بشريط
فراشين من خيش حشو أحدهما ليفا وحشو الآخر من جز الغنم.
اربع مرافق من آدم الطائف حشوها أذخر.
ستر من صوف .
حصير هجري ( اسم مدينة في اليمن )
رحى لليد.
مخضب من النحاس .
سقاء من آدم .
شن للماء .
مطهرة مزفتة
جرة خضراء .
كيزان خزف.
سفرة من الجلد.
عباءة كوفية.
جرة ماء
عطور (طيب)
ولما عرض المتاع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعل يقلبه بيده ويقول:
ـــ بارك الله لأهل بيت جل متاعهم من الخزف([18]).
18-تسبيح الزهراء عليها السلام
قال امير المؤمنين عليه السلام لأحد اصحابه:
ـــ الا احدثك عني وعن فاطمة عليها السلام ؟ انها استقت بالقربة حتى اثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها، واوقدت النار لطبخ الطعام حتى دكنت وبليت ثيابها.
فقلت لها لو اتيت اباك فسألتيه، لعله يبعث لك بخادم يكفيك ما أنت فيه؛ فامتثلت وقصدت النبي (ص) فوجدته يتكلم مع بعض اصحابه، فعادت دون ان تكلمه؛ فعلم رسول الله (ص) انها جاءت لحاجة فغدا علينا في اليوم التالي، فسلم علينا وجلس قربنا، فقال:
ـــ يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس؟
فاستحت فاطمة فلم تجبه. فقلت:
ـــ يارسول الله (ص) لقد استقت الماء حتى اثر حبل القربة في صدرها، وطحنت بالرحى حتى ...الخ فقلت هلا أتيتي رسول الله (ص) فيبعث لك خادماً.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
ـــ افلا اعلمكما ما هو خير لكما من الخادم . اذا اخذت منامك فسبحي ثلاثا وثلاثين مرة واحمدي ثلاثا وثلاثين مرة وكبري اربعا وثلاثين مـرة([19]).
فهذا الذكر مئة مرة الا ان ثوابه في صحيفة الاعمال بالف حسنة. فاذا ذكرت ذلك كل صباح قضى الله حوائجك في الدنيا والآخرة.
فقالت عليها السلام ثلاثا: رضيت عن الله ورسوله .
وجاء في موضع آخر:
انها قصت خبرها على رسول الله (ص) وسألته خادما، بكى رسول لله (ص) وقال:
ــ يافاطمة والذي بعثني بالحق ان في المسجد اربعمائة فقير ما لهم طعام ولا ثياب! واني اخشى ذهاب ثواب خدمتك في البيت ان كان لك جارية. واني اخاف ان يخصمك علي بن ابي طالب عليه السلام يوم القيامة اذا طلب حقه منك!
ثم علمها التسبيح قال علي (ع) فقلت لها:
ـــ مضيت تريدين من رسول الله (ص) الدنيا فاعطانا الله ثواب الأخرة([20]).
19-الزهراء عليها السلام وفضل التعليم
حضرت امرأة عند السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت:
ـــ ان لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في امر صلاتها شيئا وقد بعثتني اليك اسألـك.
فأجابتها عليها السلام فسألتها ثانية حتى عشّرت. فاجابت عليها السلام ثم خجلت من كثرة الاسئلة، فقالت:
ـــ لا اشق عليك يا إبنة رسول الله (ص).
قالت عليها السلام:
ـــ لا بأس عليك سلي عما بدا لك فانا أجيب، أرأيت من اكترى يوماً يصعد الى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة الف دينار، يثقل عليه؟
قالت المرأة:
ـــ لا، فهو يتسلم مقابله اجر كبير.
قالت عليها السلام:
ـــ فان الله يعطيني لكل مسألة ما بين الثرى الى العرش لؤلؤا فأحرى ان لا يثقل عليّ، سمعت ابي (ص) يقول:
ـــ علماء شيعتنا يحشرون يوم القيامة فيخلع عليهم من خلع الكرامات حتى يخلع على الواحد منهم مليون حلة من النور، ثم ينادي منادي ربنا عز وجل: ايها الكافلون لايتام آل محمد (ص) هؤلاء تلامذتكم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا فيخلعون على البعض منهم مأة الف خلعة. يقول سبحانه: اعيدوا على هؤلاء العلماء حتى تتموا خلعهم . ثم يأمر مضاعفتها على من تعلم منهم ...
ثم قالت عليها السلام لتلك المرأة:
ـــ يا أمة الله! ان سلكة من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس الف الف مرة فان نعم الدنيا مشوبة بالتنغيص والكدر . وليست نعم الآخرة كذلك([21]).
| |
|
admin Admin
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
| موضوع: رد: مقتطفات من كتاب بحار الانوار السبت أبريل 25, 2009 11:05 am | |
|
20-المكانة العلمية للزهراء(ع) وفضل العلم
اختصمت الى الزهراء عليها السلام إمرأتان في شيء من أمر الدين احدهما مؤمنة والأخرى معاندة، ففتحت على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة بعد ان استدلت عليها السلام بالدليل الناصع والبرهان القاطع، ففرحت فرحا شديدا فقالت لها عليها السلام:
ـــ ان فرح الملائكة باستظهارك عليها اشد من فرحك، وان حزن الشيطان ومردته اشد من حزنها.
قال الامام العسكري عليه السلام:
ـــ فأوحى الله الى الملائكة ان اوجبوا لفاطمة بما فتحت على هذه المؤمنة من الجنان الف الف ضعف ما كنت اعددت لها واجعلوا هذه سنة في كل من يفتح على مؤمن ـــ فيغلب عدوه المعاند ـــ الف الف ما كان معدا له من الجنان([22]).
21-الجار ثم الدار!
قال الإمام الحسن عليه السلام:
ـــ رأيت أمي الزهراء (عليها السلام) ليلة الجمعة راكعة ساجدة وهي تدعو للمؤمنين باسمائهم حتى طلع الفجر ولم تكن تدع لنفسها فقلت:
ـــ يا أماه مالك لا تدعين لنفسك؟
قالت عليها السلام:
ـــ يا بني الجار ثم الدار([23]).
22-تبسم الزهراء وبكاؤها
قالت عائشة ـــ زوج النبي (ص) ـ:
ـــ كانت فاطمة اشبه الناس برسول الله (ص) وكانت اذا دخلت عليه رحب بها وضمها الى صدره وأخذ بيدها واجلسها مجلسه . واذا دخل عليها رحبت به وقبلت يديه.
ولما مرض رسول الله (ص) واعتل علة الموت دعاها اليه فسرها، فرأيتها تبكي، ثم سرها (ص) فضحكت فقلت لنفسي هذه مزية اخرى لفاطمة فقد تمكنت من الضحك رغم امتعاضها وبكاءها. فسألتها الخبر، فقالت:
ـــ ليس من الصواب كشف الاسرار.
ثم سألتها ذلك بعد أن توفى رسول ا لله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت:
ـــ اخبرني (ص) انه يموت فبكيت ثم اخبرني بأني اول أهله لحوقا به فسررت وضحكت([24]).
23-الغلام الفطن
يذكر ان غلاما للإمام الحسن عليه السلام جنى جناية، فامر به أن يضرب، فتلى الغلام الآية قائلاً:
ـــ يامولاي ]والكاظمين الغيظ[.
فقال عليه السلام: كظمت غيظي؛
قال: ]والعافين عن الناس[.
قال عليه السلام: عفوت عنك.
قال سيدي: والله يحب المحسنين.
فقال عليه السلام: انت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت اعطيك([25]).
24-ابن النبي وابن علي
دعا علي عليه السلام في معركة الجمل محمد بن الحنفية فاعطاه رمحه وقال له:
ـــ احمل على العدو بهذا الرمح.
فأخذه وحمل عليهم غير انهم منعوه وحالوا دون زحفه، فانسحب ورجع الى الوراء فانتزع الحسن عليه السلام الرمح من يده وحمل على العدو ثم رجع الى والده وعلى رمحه أثر الدم، فتمغر([26]) وجه محمد من ذلك واحمر خجلا لما رأى من شجاعة الحسن عليه السلام، فقال له علي عليه السلام:
ـــ لا تأنف فانه ابن النبي وانت ابن علــي([27]).
25-رفض تزويج معاوية
تولى معاوية خلافة المسلمين وحكم اغلب البلاد الاسلامية بعد شهادة امير المؤمنين علي عليه السلام فكتب الى مروان ـــ عامله على المدينة ـــ ان يخطب ليزيد، بنت عبدالله بن جعفر (ابن أخ الامام علي عليه السلام) على حكم ابيها في الصداق وقضاء دينه بالغا ما بلغ اضف الى ذلك فان هذا الزواج سيؤدي الى صلح الحيين بني هاشم وبني أمية .
فانطلق مروان الى عبدالله بن جعفر يخطب اليه؛ فقال عبدالله:
ـــ ان أمر نسائنا الى الحسن بن علي عليه السلام فاطلب اليه.
فأتى مروان الحسن عليه السلام خاطباً فقال الحسن عليه السلام:
ـــ اجمع من اردت لأعلن لكم رأيي.
فدعي اشراف بني هاشم وبني أمية. ونهض مروان فحمد الله واثنى عليه ثم قال :
ـــ أما بعد فأن معاوية امرني ان اخطب زينب بنت عبدالله بن جعفر([28]) على يزيد بن معاوية وفق الشروط التالية:
1 ـــ قبول ما يحكم به ابوها في الصداق
2 ـــ اداء دين أبيها بلغ مابلغ
3 ـــ الصلح بين طائفتي بني هاشم وبني امية
4 ـــ ان يزيد بن معاوية كفو من لا كفو له. ولعمري لمن يغبطكم بيزيد اكثر من يغبطه بكم .
5 ـــ يزيد من يستسقي الغمام بوجهه
ثم سكت وجلس.
فقام الحسن عليه السلام فحمد الله واثني عليه، وقال:
ـــ اما بشأن الصداق فلسنا نعدل في قيمته عن سنة النبي (ص)([29])، واما دين أبيها فليست نسائنا اللاتي يؤدين عن آبائهن، واما الصلح بين الطائفتين، فإنا عاديناكم لله وفي الله فلا نصالحكم للدنيا، واما افتخارنا بيزيد اكثر من افتخاره بنا، فان كانت الخلافة فاقت النبوة فنحن المغبوطون به وان كانت النبوة فاقت الخلافة فهو المغبوط بنا، واما قولك ان الغمام يستسقي بوجه يزيد فان ذلك لم يكن الا لآل النبي (ص) وقد رأينا ان نزوجها ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر، وقد زوجتها منه وجعلت مهرها ضيعتي التي بالمدينة فلها فيها غنى وكفاية.
فقال مروان:
ــ اغدراً يا بني هاشم؟
قال الحسن عليه السلام:
ــ أجل . واحدة بواحدة. فقد كان هذا جوابا لما نطقت به.
فيأس مروان وكتب بذلك لمعاوية. فقال معاوية :
خطبنا اليهم فلم يفعلوا، ولو خطبوا الينا لما رددناهم([30]).
26-الرفق بالحيوان
كان الامام الحسن عليه السلام يتناول الطعام وامامه كلب، فطرح للكلب لقمة.
فقال له احدهم:
ـــ يا بن رسول الله ألا ادفع هذا الكلب.
قال عليه السلام:
ـــ دعه اني لأستحي من الله ان يكون ذو روح ينظر الى طعامي ولا اطعمه واطرده([31]).
27-الباكون على الحسين عليه السلام
لما اخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنته فاطمة عليها السلام بشهادة ولدها الحسين عليه السلام ولما يجري عليه من مصائب ومحن بكت بكاءاً شديدا وقالت:
ـــ يا أبه؟ متى يكون ذلك؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم:
ـــ في زمان خال مني ومنك ومن علي .
فاشتد بكاؤها وقالت:
ـــ فمن يبكيه يا أبه؟ ومن يلتزم باقامة العزاء؟
فقال صلى الله عليه وآله: يا فاطمة ان نساء امتي يبكون على نساء اهل بيتي ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجددون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنة. فاذا كان يوم القيامة تشفعين انت للنساء وأنا اشفع للرجال، وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وادخلناه الجنة.
يافاطمة كل عين باكية يوم القيامة الا عين بكت على مصاب الحسين فانها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة([32]).
28-علاج المعصية
ان رجلا دخل على الحسين عليه السلام فقال:
ـــ انا شخص مذنب ولا أملك نفسي عن ارتكاب المعاصي، فعظني يا بن رسول الله.
قال عليه السلام:
ـــ عليك بخمس واذنب بعدها ماشئت:
اولا: لا تأكل من رزق الله واذنب ما شئت.
ثانيا: أن تخرج من ولاية الله وتذنب ماشئت
ثالثا: ان تذنب في موضع لا يراك فيه الله .
رابعا: اذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عنك واذنب ماشئت .
خامسا: اذا أمر بك مالك الى النار فلا تدخل. اذا فعلت ذلك فاذنب ماشئت([33]).
29-عظمة اصحاب الحسين عليه السلام
تكلم اصحاب الحسين عليه السلام الاوفياء ليلة عاشوراء بكلام يشبه بعضه بعضا يعلنون فيهم وفاءهم واخلاصهم لإمامهم. فبلغ احدهم ويدعى محمد بن بشر الحضرمي نبأ اسر ابنه بثغر الري على ايدي الكفار. فقال محمد:
ـــ عند الله أحتسبه، لا أحب ان يؤسر وانا أبقى بعده.
فسمع الحسين عليه السلام قوله فقال له:
ـــ انت في حل من بيعتي فاعمل في فكاك ابنك .
فقال الحضرمي: اكلتني السباع حيا ان فارقتك.
فاعطاه الحسين عليه السلام خمسة اثواب يمانية ـــ قيمتها الف دينار ـــ وقال له:
ـــ اعط ابنك الآخر هذه النقود ( كهدية ) يستعين بها لفداء اخيه من العدو([34]).
30-عاقبة ابن زياد
بعث ابراهيم بن مالك الاشتر برؤوس ابن زياد وبعض قواده الى المختار، وكان المختار يأكل الطعام فطرحت الرؤوس عنده. فقال:
ـــ لقد اتي برأس الحسين عليه السلام ووضع بين يدي ابن زياد حين كان يأكل الطعام. وقد أتي برأس ابن زياد الي كذلك فلله الحمد. فاذا بحية بيضاء تتخلل الرؤوس حتى دخلت في منخر ابن زياد وخرجت من أذنه، وتكرر ذلك مرارا. فقام المختار من مكانه واخذ يضرب وجه ابن زياد بنعله ثم اعطاه غلامه وقال له:
ـــ اغسله فقد مس جسدا نجسا!
ثم بعث المختار بالرؤوس الى محمد بن الحنفية في الحجاز. فبعث بها ابن الحنفية الى الامام السجاد عليه السلام وكان حينها يأكل الطعام فقال:
ـــ لقد أتي برأس أبي الى ابن زياد فكان يأكل الطعام فدعوت الله أن يريني رأس ابن زياد على مائدة الطعام، ففعل وله الحمد على ذلك([35]).
31-الوعظ الفارغ
مر الامام زين العابدين عليه السلام بالحسن البصري وهو يعظ الناس بمنى فقال (ع) :
ـــ امسك عن الكلام ياحسن لأسألك فهل انت راضي لنفسك عن الحال التي فيها مقيم فما بينك وبين الله للموت اذا نزل بك غدا؟
اجــاب: لا ! لست راضيا.
قال عليه السلام:
ــ افتحدث نفسك بالتحول والانتقال عن هذه الحال التي لا ترضاها الى الحال التي ترضاها؟
فاطرق الحسن البصري مليا ثم قال:
ـــ كلما عاهدت نفسي اخلفت ولم يكن ذلك مني سوى لقلقة لسان.
فقال عليه السلام :
ــ أترجو نبيا يأتي بعد محمد (ص) له معرفة بك؟
قال: لا.
قال عليه السلام:
ــ افترجو دارا غير الدار التي أنت فيها ترد اليها فتعمل فيها؟
قال: لا.
فقال عليه السلام:
ــ أفرأيت احدا به مسكه عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا. انت لا تحدث نفسك جديا بتغيير حالك ـــ ولا ترجو نبياً بعد محمد ولا دارا غير الدار التي انت فيها ـــ ومع ذلك تعظ الناس؟
فلما انصرف الامام عليه السلام قال الحسن البصري:
ـــ من هذا ؟
قالوا: علي بن الحسين عليه السلام.
قال: هم أهل بيت العــلم .
قيل فما رؤي الحسن البصري بعد ذلك يعظ الناس([36]).
32-عاقبة المستهزئين بحديث النبي (ص)
قال الامام زين العابدين عليه السلام:
ـــ ما ندري كيف نصنع بالناس ان حدثناهم بما سمعنا من رسول الله (ص) سخروا، ولا يسعنا ان نسكت عن ذكر هذه الحقائق.
فقال ضمرة بن معبد : حدثنا عما سمعت.
قال عليه السلام: هل تدرون ما يقول عدو الله اذا حمل على سريره الى القبر؟
قال: فقلنا لا.
قال عليه السلام: انه يقول لحملته الا تسمعون أني اشكو اليكم عدو الله خدعني واوردني هذا المورد السيء واشكو اليكم اخوانا واخيتهم فخذلوني واولاد حاميت عنهم فخذلوني، ودارا انفقت عليها ثروتي فصار سكانها غيري فارفقوا بي وارحموني ولا تستعجلوا.
قال ضمرة: لو كان له ان يتحدث هكذا لو ثب على ايدي حامليه!
فقال عليه السلام : اللهم ان كان ضمرة هزأ من حديث رسولك فخذه.
قيل فمكث ضمرة اربعين يوما ثم مات، فحضر دفنه غلام له، ثم أتى زين العابدين عليه السلام فجلس اليه فقال له:
ــ من أين جئت؟
قال:
ــ من جنازة ضمرة، فوضعت وجهي عليه حين سوى عليه فسمعت صوته كما كنت اعرفه منذ زمان حياته وهو يقول:
ويلك ياضمرة بن معبد! اليوم خذلك كل خليل وصار معبرك الى الجحيم فيها مسكنك ومميتك والمقيل.
قال فقال زين العابدين عليه السلام:
ـــ اسأل الله العافية، هذا جزاء من يهزأ من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله([37]).
33-الارتزاق الحلال صدقة
كان الامام زين العابدين عليه السلام اذا اصبح خرج غادياً في طلب الـرزق . فقيل له:
ـــ يا بن رسول الله (ص) اين تذهب؟
قال عليه السلام:
ــ خرجت من بيتي لأتصدق لعيالي.
قيل له:
ــ كيف تتصدق على عيالك ؟
قال عليه السلام:
ــ من طلب الحلال (لينفقه على عياله) فهو من الله عز وجل صدقة عليه([38]).
34-مناجاة الامام السجاد عند الكعبة
قال طاووس اليماني:
رأيت علي بن الحسين عليه السلام يطوف من العشاء الى السحر ويتعبد، فلما لم ير احدا وعاد ا لحجاج الى منازلهم رمق السماء بطرفه وقال:
الهي غارت نجوم سماواتك وهجعت عيون انامك وابوابك مفتحات للسائلين جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمد في عرصات القيامة.
ثم بكى وقال:
وعزتك وجلالك، ما أردت بمعصيتي مخالفتك وما عصيتك اذ عصيتك وانا بك شاك، ولا بنكالك جاهل ولا لعقوبتك متعرض ولكن سولت لي نفسي واعانني على ذلك سترك المرخى عليّ فالآن من يستنقذني من عذابك وبحبل من اعتصم أن قطعت حبلك عني ... ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب .. اما آن لي ان استحي من ربي، ثم بكى وانشأ يقول:
اتحرقني بالنار ياغاية المنى فـأين رجـائي ثـم ايــن محبتــــي
اتيــت باعـمال قبــــاح زريــــة وما في الورى خلق جنى كجنايتـي
ثم بكى وقال: سبحانك تعصى كأنك لا ترى، وتحلم كأنك لم تعص، وتتودد الى خلقك بحسن الصنيع كأن بك حاجة اليهم فخر الى الارض، وقال فدنوت منه فجعلت رأسه في حضني، ثم سالت دموعي على وجهه الشريف، فاستوى جالساً وقال:
من الذي شغلني عن ذكر ربي؟
قلت: يا بن رسول الله (ص) انا طاووس اليماني ماهذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا ان نفعل مثل هذا ، فنحن العاصون فأبوك الحسين وامك الزهراء وجدك رســول الله (ص).
فالتفت الي وقال:
ــ هيهات يا طاووس ! دع عنك حديث أبي وأمي وجدي فقد خلق الله الجنة لمن اطاعه واحسن ولو كان عبدا حبشياً وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيداً قرشياً الم تسمع قوله تعالى ]فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون[([39]).
والله لا ينفعك غدا الا العمل الصالح([40]).
| |
|
admin Admin
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
| موضوع: رد: مقتطفات من كتاب بحار الانوار السبت أبريل 25, 2009 11:07 am | |
|
35-زاد الآخرة
قال الزهري:
رأيت علي بن الحسين عليه السلام في ليلة باردة مظلمة وعلى ظهره دقيق، وهو يمشي فقلت:
ـــ يا بن رسول الله، ماهذا؟
قال عليه السلام:
ــ اريد سفرا اعد له زادا احمله الى موضع حريز (كي لا ارد هناك خال اليدين ).
قلت:
ــ يا بن رسول الله! هذا غلامي يحمل عنك.
فلم يقبل.
فقلت:
ــ أنا أحمله عنك فإنّي أرفعك عن حمله.
فقال عليه السلام:
ــ لكنّي لا أرفع نفسي عمّا ينجيني في سفري و يحسن ورودي على ما أرد عليه أسألك بحقّ اللّه لمّا مضيت لحاجتك و تركتني.
فرآه الزهري بعد بضعة ايام فقال له:
ـــ يا بن رسول الله (ص) لست ارى لذلك السفر الذي ذكرته اثرا!
قال عليه السلام:
ــ بلى يا زهريّ ليس ما ظننت و لكنّه الموت وله كنت أستعدّ إنّما الاستعداد للموت تجنّب الحرام وفعل الخير([41]).
36-حرمة مزاح الاجنبية
قال ابو بصير:
كنت اقرأ إمرأة القرآن بالكوفة. وذات يوم مازحتها بشيء! وبعد مدة قصدت المدينة فلما دخلت على الامام الباقر عليه السلام عاتبني وقال:
ـــ من ارتكب الذنب في الخلاء لم يعبأ الله به،! أي شيء قلت للمرأة؟
فغطيت وجهي من شدة الحياء وتبت.
فقال الامام (ع): لا تعد لمثلها([42]).
37-وصايا عن الامام الباقر عليه السلام
قال جابر الجعفي:
دخلنا على أبي جعفر الباقر عليه السلام ونحن جماعة بعد ما قضينا مناسكنا فودعناه وقلنا له:
ـــ اوصنا.
فقال عليه السلام:
ـــ ليعن قويكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم! ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه، واكتموا اسرارنا عمن ليسوا اهلا لها، ولا تحملوا الناس على اعناقنا، وانظروا امرنا وما جاءكم عنا، فان وجدتموه في القرآن موافقا فخذوا به وإن لم تجدوه موافقا فردوه، وإن اشتبه الامر عليكم فقفوا عنده وردوه الينا حتى نشرح لكم من ذلك. فإذا كنتم كما اوصيناكم لم تعدوا الى غيره فمات منكم ميت قبل ان يخرج قائمنا (عج) كان شهيداً، ومن ادرك قائمنا فقتل معه كان له اجر شهيدين ومن قتل بين يديه عدوا لنا كان له اجر عشرين شهيدا([43]).
38-الموت قبل رؤية القائم (عج)
قال عبدالحميد الواسطي قلت للامام الباقر عليه السلام:
ـــ والله لقد تركنا متاجرنا ننتظر ظهور امام زماننا (عج) حتى لم يبق عندنا ما نرتزق به، افنتكدى على الناس؟
قال عليه السلام: يا عبدالحميد! أظننت ان الله لا يفتح ابواب رزقه على من نذر نفسه له؟ والله سيفتح له ابواب رحمته. رحم الله من جاهد فينا وأحيا أمرنا.
فقلت: كيف حالي اذا مت قبل ان ارى قائمكم سيدي؟
قال عليه السلام: من قال منكم اذا أدركت قائم آل محمد فنصرته، كان كمن قاتل بين يديه، ومن استشهد بين يديه كأنه قتل مرتين.
وجاء في رواية أخرى:
كمن قاتل بين يديه، بل كمن قتل معه([44]).
39-الكتابة الخضراء
كان رجل من ملوك اهل الجبل يأتي الامام الصادق (ع) في حجه كل سنة وينزل عنده وحين رجوعه ذات مرة وقبل ان يؤدي مراسم الحج اعطى الامام الصادق عليه السلام عشرة ألاف درهم وقال له:
ـــ اشتر لي دارا بهذه الدراهم.
وخرج الى الحج فلما انصرف اتى الامام عليه السلام فانزله في داره وسلمه صك كتب فيها:
هذه ما اشترى جعفر بن محمد لفلان بن فلان الجبلي ، دارا في الجنة حدها الاول دار رسول الله (ص) والحد الثاني دار علي عليه السلام والثالث دار الحسن عليه السلام والرابع دار الحسين بن علي عليه السلام.
فلما قرأ الرجل ذلك قال: رضيت.
فوزع عليه السلام المال على ولد الحسن والحسين عليهم السلام وبعد مدة اعتل ذلك الرجل علة الموت فلما حضرته الوفاة، جمع اهل بيته وقال لهم:
ـــ انا موقن بما قاله الامام الصادق عليه السلام ولكن ادفنوا الصك معي في القبر!
ثم انتقل الى جوار ربه ففعلوا له ما أوصى به، فلما اصبح القوم غدوا الى قبره، فاذا مكتوب على القبر بالخط الاخضر:
Aوالله وفى لي جعفر بن محمد بما قال@([45]).
40-التحفي وسط النار
روى المأمون الرقي قائلا:
كنت عند الامام الصادق عليه السلام اذ دخل سهل بن الحسن الخراساني، فسلم عليه ثم جلس، فقال له:
ـــ يا بن رسول الله (ص) الإمامة حقكم فانتم اهل بيت الرأفة والرحمة، فما الذي يمنعك من المطالبة بحقك، وانت تجد من شيعتك مائة الف يضربون بين يديك بالسيف ويقاتلون الاعداء.
قال عليه السلام:
ــ اجلس يا خراساني، حتى اوضح لك الحقيقة.
ثم امر جارية ان توقد التنور. وعندما اشتعلت النار واصبح اللهب شديداً واصبح القسم العلوي للتنور ابيضاً من شدة الحرارة قال عليه السلام:
ـــ يا خراساني قم واجلس في التنور.
فأخذ الخراساني يتعذر ويقول:
ـــ يا بن رسول الله لا تعذبني بالنار واقلني.
فقال الامام عليه السلام: قد اقلتك.
فبينما نحن كذلك اذ اقبل هارون المكي ونعليه في يديه، فدخل حافيا وسلم، فرد عليه السلام سلامه وقال:
ـــ الق النعل واجلس في التنور.
فالقى النعل ثم جلس في التنور واقبل الامام عليه السلام يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها لسنوات. ثم قال:
ــ قم يا خراساني وانظر ما في التنور.
قال سهل:
ـــ فلما بلغت التنور رأيت هارون جاثيا على ركبتيه وسطه. وما أن رآني حتى نهض وسلم عليّ.
فقال الامام عليه السلام لسهل:
ـــ كم تجد في خراسان مثل هذا؟
قال: والله ولا واحد.
فقال عليه السلام :
ــ لا والله ولا واحد، أما إنا لا نخرج في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا ([46]).
41-تواصل الشيعة ومواساتهم
قال الامام موسى بن جعفر عليه السلام:
ـــ يا عاصم ، كيف انتم في التواصل والتبار؟
قال: على افضل ما يرام .
قال عليه السلام:
ــ أيأتي احدكم عند الضيقة منزل اخيه فلا يجده، فيأمر باخراج كيسه فيفض ختمه فيأخذ من ذلك حاجته دون ان يعترض وينكر عليه أحد؟
قال : لا ليس الامر كذلك.
فقال عليه السلام:
ــ فلستم على ما أحب من التواصل ولا زلتم في الضيق والفقر وعدم التعاون فيما بينكم([47]).
42-التصدق بالخبز دون الملح
قال المعلى بن خنيس:
خرج ابو عبدالله عليه السلام في ليلة ماطرة وهو يريد ظلة بني ساعدة([48])، فاتبعته. فجأة التفت الى شيء قد وقع منه. فسمعته همس قائلا:
ـــ اللهم رده علينا.
فاقتربت منه وسلمت عليه. فعرف صوتي وقال:
ـــ معلى؟
قلت: نعم جعلت فداك.
فنظرت الارض لأرى ماذا وقع من الامام عليه السلام فرأيت قطع من الخبز. قال عليه السلام:
ـــ ناولني ماسقط من الخبز!
فدفعتها اليه. واذا بجراب من خبز يصعب حملها بينما كان يحملها الامام عليه السلام فقلت له:
ـــ دعني احملها عنك.
قال عليه السلام :
ــ لا، انا اولى بها منك ولكن امض معي.
فحملها الامام عليه السلام على ظهره حتى بلغنا ظلة بني ساعدة، فاذا بفقراء نيام ليس لهم من منزل ولا مكان، فجعل يدس الرغيف والرغيفين تحت ثوب كل واحد منهم حتى اتى على آخرهم، ثم انصرفنا فقلت:
ـــ جعلت فداك، هل يعرف هؤلاء الحق ـــ هل هم من شيعتك والقائلين بإمامتك ـــ لتحمل اليهم الخبز في غسق الليل؟
قال عليه السلام:
ــ لو كانوا من شيعتي لواسيتهم اكثر([49])، لواسيناهم بالدقة. ([50])
43-الامام الصادق (ع) ومقاطعة مجلس الخمر
روى هارون بن الجهم:
كنت مع الصادق عليه السلام بالحيرة حين قدم على المنصور الدوانيقي، فختن بعض القواد ابناً له، وصنع طعاما دعى اليه اغلب الاشراف والاكابر، وكان الامام الصادق عليه السلام فيمن دُعي.
وبينما هو على المائدة يأكل ومعه عدة من الأعيان والأشراف، إستسقى رجل، فأتي له بقدح من شراب بدلا من الماء، فلما تناول الرجل القدح، قام الصادق عليه السلام من المائدة، فاصروا عليه في الرجوع، فامتنع قائلا:
ــ ملعون من جلس على مائدة يشرب عليها الخمر([51]).
44-الشيعة في الجنان
زار زيد بن اسامة الامام الصادق عليه السلام فقال له:
ـــ يازيد، كم اصبح عمرك؟
قلت: جعلت فداك ، كذا سنة.
قال عليه السلام:
ــ جدد عبادتك واحدث توبة.
قال: فتأثرت جدا واجهشت بالبكاء.
فقال عليه السلام:
ــ ما يبكيك؟
قلت: كأنك نعيت اليّ نفسي بما قلت.
فقال عليه السلام:
ــ يا زيد ابشر فانك من شيعتنا، وانت في الجنة ـــ فالشيعة الحقيقيون كلهم من اصحاب الجنة([52]).
| |
|
admin Admin
عدد المساهمات : 271 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
| موضوع: رد: مقتطفات من كتاب بحار الانوار السبت أبريل 25, 2009 11:11 am | |
|
45-سبيكة الذهب ومعجزة الامام الصادق(ع)
كان عند الصادق عليه السلام بعض اصحابه ، فقال(ع):
ـــ عندنا خزائن الارض ومفاتيحها، فاذا اشرت لها بأحدى رجلي فانها ستخرج مافيها من ذهب وكنوز.
ثم خط عليه السلام خطا على الارض بجبهته، فانشقت الارض فمد الامام عليه السلام بيده فاستخرج قطعة من الذهب طولها شبرا. فقال عليه السلام:
ـــ انظروا الى جوف الارض.
فنظر اصحابه فاذا قطع من الذهب على بعضها البعض تلمع كالشمس. فقال احد اصحابه:
ـــ يا بن رسول الله وهبكم الله الدنيا بما فيها وشيعتكم واوليائكم على ما هم عليه من الفقر والعوز؟
فقال عليه السلام:
ــ لقد جمع الله لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة. ان ولايتنا أهل البيت كنز عظيم وخير كثير. نحن واشياعنا في الجنة واعدائنا في النار([53]).
46-الناس على حقيقتهم الباطنية
قال ابو بصير ـــ احد المخلصين من شيعة الامام الصادق(ع) ــ:
حججت مع الامام الصادق عليه السلام، فلما كنا في الطواف، قلت له:
ـــ جعلت فداك أيغفر الله لهذا الخلق الذي يحج البيت باجمعه؟
قال عليه السلام:
ــ يا أبا بصير، ان اكثر من ترى من هؤلاء قردة وخنازير.
قلت: ارينهم!
فأمر يده على بصري وتكلم بكلمات فرأيتهم قردة خنازير، فهالني ذلك! ثم أمر يده على بصري فرأيتهم كما كانوا على ظاهرهم قال عليه السلام :
ـــ يا أبا بصير، انتم في الجنة تحبرون ولستم في اطباق النار. والله لا تجمع النار منكم ثلاثة لا والله ولا اثنان لا والله ولا واحد([54]).
47-الآية التي جعلت النصراني مسلما
قال زكريا بن ابراهيم كنت نصرانيا فاسلمت. وحججت فدخلت على الامام الصادق عليه السلام فقلت:
ـــ كنت مسيحيا واصبحت مسلما.
فقال: وأي شيء رأيت في الاسلام فاسلمت؟
قلت: قولـه تعالى ]ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء[ ففهمت من هذه الآية ان الاسلام دين كامل ولا يمكن ان يصدر مثل هذا الكلام ممن لم يذهب الى مدرسة او يعتقد بفكرة، وعليه فلا بد ان يكون وحيا نزل على محمد (ص).
قال عليه السلام
ــ لقد هداك الله.
ثم قال ثلاثا:
ــ اللهم اهده، سل عما شئت يا بني.
فقلت: إن أبي وأمي واسرتي على النصرانية وأمي مكفوفة البصر فهل لي أن آكل في آنيتهم بعد أن اسلمت؟
قال عليه السلام:
ــ أيأكلون لحم الخنزير؟
قلت: لا ولا يمسونه.
فقال عليه السلام:
ــ لا بأس.
ثم اوصاه عليه السلام قائلا:
ـــ فانظر امك فبرها، فاذا ماتت فلا تكلها الى غيرك ـــ تول بنفسك غسلها وكفنها ودفنها ـــ ولا تخبرن احد انك اتيتني حتى تأتيني بمنى انشاء الله.
قال: فأتيته بمنى والناس حوله كأنه معلم صبيان وكل يسأله! فلما قدمت الكوفة الطفت لأمي وكنت اطعمها واغسل رأسها وثيابها. فقالت لي يوما:
ـــ يا بني ماكنت تصنع بي هذا وانت على ديني، فما الذي ارى منك؟
قلت: لقد اسلمت وقد امرني بهذا رجل من ولد نبينا.
قالت: هذا الرجل نبي؟
قلت: لا ، ولكنه ابن نبي.
قالت: لابد ان يكون نبيا، فهذه وصايا (بشأن احترام الام وخدمتها) الانبياء.
فقلت: يا أمي انه ليس يكون بعد نبينا نبي ولكنه ابنه.
فقالت: يا بني دينك خير الاديان، اعرضه علي.
فعلمتها الشهادتين فدخلت الاسلام وعلمتها الصلاة فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء. ثم مرضت بعد مدة فالتفتت الي وقالت:
ـــ بني اعد على ما علمتني.
فاعدته عليها، فنطقت بالشهادتين وماتت. فلما اصبح الصباح غسلها المسلمون، وكنت انا الذي صليت عليها وانزلتها قبرها([55]).
48-التجارة بالمال الحلال
دخل رجل شاب على الصادق عليه السلام وقال:
ـــ ليس لي رأس مال.
قال الامام عليه السلام: كن صادقا امينا، يرزقك الله.
فخرج فوجد في الطريق هميانا فيه سبع مائة دينار. فقال في نفسه: لا بد ان امتثل وصية الامام عليه السلام وعليه يجب ان اعلن على الملأ من فقد هميانا فليأتي إلي.
فصاح قائلا: من ضاع منه شيء فليذكره ليأخذه.
فجاءه رجل واعطاه اوصاف الهميان فأخذه بعد ان اهدى الشاب سبعين ديناراً. فأخذها واتى الامام عليه السلام واخبره القضية، فقال عليه السلام:
ـــ هذه السبعون دينار الحلال افضل من تلك السبعمائة الحرام، وهذا رزقك من الله.
فاتجر الشاب بها حتى اصبح ثريا([56]).
49-المرأة الموالية
قال بشار المكاري:
دخلت على الامام الصادق عليه السلام بالكوفة وكان يأكل التمر فقال:
ـــ اجلس يابشار كل معي التمر.
قلت: جعلت فداك، رأيت وانا في الطريق ما أسخطني فلا طاقة لي على الاكل!
قال عليه السلام:
ــ مارأيت في الطريق؟
قال: رأيت رجلا يضرب امرأة ويقتادها الى السجن. وليس هناك من ينجدها.
قال عليه السلام:
ـــ وما قصتها؟
قال: قال الناس ان تلك المرأة عثرت في الطريق فقالت لعن الله ظالميك يا فاطمة.
فبكى الامام حتى بلت لحيته فجعل يكفكف دموعه بمنديله، ثم قال يابشار هلم بنا الى مسجد السهلة ندعو لها. وبعث عليه السلام بغلامه الى قصر السلطان ليأتيه بخبرها.
قال بشار: فدخلنا مسجد السهلة وصلينا ركعتين، ودعا عليه السلام ساجداً لنجاتها ثم رفع رأسه وقال:
ـــ هلم بنا، فقد اطلقت المرأة.
فخرجنا من المسجد فرجع غلامه ورآنا في الطريق فقال:
ـــ لقد اطلقت.
فسأله الامام عليه السلام:
ــ وكيف اطلقت؟
قال: لا أدري، ولكن حين ذهبت الى قصرالسلطان رأيت امرأة خرجت من السجن وأتي بها الى السلطان فسألها:
ـــ ما فعلت ليقبض عليك؟
فقصت عليه الخبر. فاعطاها مائتي درهم، الا انها رفضت ذلك فقال لها خذي هذه الدراهم فهي لك، فلم تأخذها. فقال عليه السلام:
ــ لم تأخذها؟
قال: لا والله ما أخذتها.
فقال الامام الصادق عليه السلام:
ـــ يا بشار خذ هذه الدنانير السبع واعطها فهي بحاجة شديدة لها، واقرأها عني السلام.
فاعطيتها وابلغتها سلام الامام. فقالت فرحة:
ـــ الامام يقرأني السلام؟
قلت: نعم.
فسقطت مغشيا عليها من الفرح والسرور، وحين أفاقت قالت ثانية:
ـــ الامام يقرأني السلام؟
قلت: بلى.
ثم اعادت ذلك ثلاثا وطلبت مني ابلاغ سلامها الى الامام وانها أمته ومحتاجة لدعائه. فرجعت الى الامام عليه السلام واخبرته فبكى وأخذ يدعو لها([57])
50-شراء الخبز بقيمة اليوم
قال الامام الصادق (ع) لمعتب مسؤول شراء حوائج البيت:
ـــ لقد ازدادت اسعار المواد الغذائية بالمدينة، فكم عندنا من طعام؟
قال معتب: ما يكفينا اشهر كثيرة، لدينا حنطة كثيرة.
قال عليه السلام : اذهب به الى السوق وبعه.
قلت: يا بن رسول الله ! ليس بالمدينة حنطة، فان بعناها فليس لنا ان نشتري بعد ذلك.
قال عليه السلام: كما قلت لك بعه.
قال معتب فبعته، واخبرت الامام عليه السلام بذلك فقال:
ـــ منذ الآن فصاعدا، اشتر مع الناس يوما بيوم، واجعل قوت عيالي نصفا شعير ونصفا حنطة ولا ينبغي ان يكون هناك تفاوت مع ما يأكله الناس اليوم، إني ولله الحمد ـــ واجد أن اطعمهم الحنطة على وجهها ولكني احب ان يراني الله وقد احسنت تقدير المعيشة([58]).
51-الوعظ بالمال
ان رجلا كان بالمدينة يؤذي الامام الكاظم عليه السلام ويشتمه فما كان من بعض حاشية الامام عليه السلام الا ان قالوا:
ـــ دعنا نقتل هذا الفاجر!
فلم يأذن لهم ونهاهم. ثم سأل عن مكان مزرعته فركب اليه، فدخل المزرعة بحماره . فصاح به :
ـــ لا تطأ زرعنا.
فاستمر الامام عليه السلام ماشياً حتى وصل اليه فنزل عن حماره وجلس عنده وجعل يلاطفه ويضاحكه ثم قال:
ـــ كم غرمت على زرعك هذا ؟
قال: مائة دينار.
قال عليه السلام:
ــ فكم ترجو ان تصيب؟
قال: مائتا دينار.
قال عليه السلام:
ــ هذه ثلاثمائة دينار وهذا زرعك على حاله، والله يرزقك فيه ما ترجو.
فأخذ الدنانير وقبل رأس الامام علــيه السلام فابتسم الامام عليه السلام وانصرف. وفي اليوم التالي قدم الامام عليه السلام الى المسجد، فكان ذلك الرجل جالسا، فلما رأى الامام عليه السلام قال ]الله اعلم حيث يجعل رسالته[([59]) .
فذهل اصحاب الامام الكاظم ماذا كان يقول بالامس واليوم ماذا يقول وكيف يصف الامام عليه السلام فقال لهم عليه السلام:
ـــ لقد استأذنتموني في قتله، اما انا فقد اصلحت أمره بالمال([60]).
لاشك ان الاحسان وبذل الاموال يشكل احدى الطرق المتبعة في اصلاح اوضاع الناس .
| |
|
آية
عدد المساهمات : 62 تاريخ التسجيل : 29/06/2009
| موضوع: رد: مقتطفات من كتاب بحار الانوار الإثنين يونيو 29, 2009 6:48 am | |
| يسلموووووووو على الموضوع بصراحه روعه الله يعطيك الف عاقيه | |
|