جاء في السيرة النبوية عند أهل البيت(عليهم السلام) أن رواة السلطة أخفوا غزوة ذات السلاسل التي نزلت فيها سورة العاديات، وجعلوا بدلها ذات السلاسل التي كان أميرها ابن العاص وتحت إمرته أبو بكر وعمر وأبو عبيدة .
والسبب أن النبي(صلى الله عليه و آله) أرسل أبا بكر فرجع منهزماً، ثم أرسل ابن العاص ومعه أبو بكر وعمر فرجع منهزماً، فأرسل علياً(عليه السلام) ومعه أبو بكر وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد، فسلك طريقاً جبلياً وصعد الى عدوه من واد قريب، فباغتهم وانتصر عليهم، فنزلت على النبي(صلى الله عليه و آله) سورة العاديات وقت المعركة قبل طلوع الشمس، فقرأها على المسلمين وأخبرهم بالنصر، ثم أخبرهم بمجئ علي(عليه السلام) وخرج معهم لاستقباله، ومدحه .
ويؤيد ما قلناه أنك تلمس اضطراب رواة السلطة وتناقضهم في سبب نزول سورة العاديات، فراجع ذلك في السيرة النبوية عند أهل البيت(عليهم السلام) !
قال المفيد في الإرشاد (1/15
): «ثم كانت غزاة السلسلة وذلك أن أعرابياً جاء إلى النبي(صلى الله عليه و آله) فجثا بين يديه وقال له: جئتك لأنصح لك قال: وما نصيحتك ؟قال قوم من العرب قد اجتمعوا بوادي الرمل وعملوا على أن يبيتوك بالمدينة، ووصفهم له فأمر النبى(صلى الله عليه و آله) أن ينادى بالصلاة جامعة، فاجتمع المسلمون وصعدالمنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن هذا عدوالله وعدوكم قد عمل على أن يبيتكم فمن لهم؟فقام جماعة من أهل الصفة فقالوانحن نخرج اليهم يا رسول الله فول علينامن شئت، فأقرع بينهم فخرجت القرعة على ثمانين رجلاً منهم ومن غيرهم.، فاستدعى أبابكر فقال له: خذا للواء وامض إلى بني سليم فإنهم قريب من الحرة، فمضى ومعه القوم حتى قارب أرضهم، وكانت كثيرة الحجارة وهم ببطن الوادى والمنحدر اليه صعب، فلما صار أبوبكر إلى الوادى وأراد الإنحدار خرجوا اليه فهزموه، وقتلوا من المسلمين جمعاً كثيراً وانهزم أبوبكر من القوم .. ومكث رسول الله(صلى الله عليه و آله) أياماً يدعو عليهم، ثم دعا أميرالمؤمنين(عليه السلام) فعقدله ثم قال: أرسلته كراراً غيرفرار، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إن كنت تعلم أني رسولك فاحفظني فيه... وخرج رسول الله(صلى الله عليه و آله) لتشييعه وبلغ معه إلى مسجد الأحزاب، وعلي (عليه السلام) على فرس أشقر مهلوب، عليه بردان يمانيان وفي يده قناة خطية، فشيعه رسول الله(صلى الله عليه و آله) ودعا له وأنفذ معه فيمن أنفذ أبابكر وعمرو بن العاص، فسار بهم نحوالعراق متنكباً الطريق حتى ظنوا أنه يريدبهم غيرذلك الوجه، ثم أخذ بهم على محجة غامضة.، استقبل الوادي من فمه وكان يسير الليل ويكمن النهار، فلما قرب من الوادي أمر أصحابه أن يعكموا الخيل » .
وفي إعلام الورى(1/382): « خرج ومعه لواء النبي(صلى الله عليه و آله) بعد أن خرج غيره إليهم ورجع عنهم خائباً، ثم خرج صاحبه وعاد بما عاد به الأول، فمضى علي (عليه السلام) حتى وافى القوم بسحر ،وصلى بأصحابه صلاة الغداة وصفهم صفوفاً واتكأ على سيفه مقبلاً على العدووقال: ياهؤلاء أنا رسول رسول الله (صلى الله عليه و آله) أن تقولوا :لاإله إلا الله محمد رسول الله وإلا ضربتكم بالسيف !فقالوا له: إرجع كما رجع صاحباك ! قال: أنا أرجع ! لا والله حتى تسلموا أو لأضربنكم بسيفي هذا أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب! فاضطرب القوم! وواقعهم فانهزموا، وظفر المسلمون وحازوا الغنائم ».
المصدر:http://alsoal.com/26/